"في عام 1922، وخلال التنقيب في مقبرة "توت عنخ آمون"عثر الآثاريون على رقم خزفي، وفيه إنذار واضح من الفرعون:"إن الموت سوف يقضي بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هذا الفرعون أو يعبث بقبره ".
وقد كانت تلك العبارة بدايةً لاكتشاف لغز أطلق عليه المنقبون:لعنة الفراعنة والتي راح ضحيةً لها كثيرون من العاملين في التنقيب في مقابر الفراعنة المصريين، وبأت من يومها البحوث حول حقيقة هذه اللعنة ومدى صحتها....وقد صدر مؤلف الباحث الألماني "فيليب فاندبرغ"بعنوان"لعنة الفراعنة" والذي ترجمه إلى العربية خــالد أســعد عـيسـى وأحـمد غـسـان سـبانـو، وأحتوى الكتاب على معلومات كثيرة وموثقة، وعرض نظريات قديمة ومتجددة، وتفسيرات علمية محتملة، وعن عناوين الكتاب:الموت والمصادفة، الموت في سبيل تقدم العلوم، ملوك وسحرة، أجنحة الموت السامة، وأسرار الأهرام، وغيرها...
تساءل الكاتب:هل كانت هناك سموم أو كائنات تسبب الأمراض قادرة على الاحتفاظ بقدرتها طوال السنين، ورغب الفراعنة التواقون للخلود أن يحموا بواسطتها أجسادهم المحنطة من عبث البشر؟ أم أن الوفيات الغريبة التي حدثت كانت من قبيل المصادفة ليس إلا؟.. ومن الحكايا التي أوردها المؤلف عن "لعنة الفراعنة":أنه أجرى حديثاً مع الدكتور جمال محرز المدير العام لمصلحة الآثار القديمة في المتحف المصري بالقاهرة، وســألـه:إن كان متأكداً من أنً هناك لعنة للفراعنة؟ فما كان من الدكتور مـحرز إلا أن ابتسم وقال:وأنا أمامك برهان أكيد على أن كل اللعنات كانت من قبيل المصادفة...
لكن لم يمر شهر واحد على الحوار، حتى وجد الدكتور محرز مـيـتـاً وهو في الثانية والخمسين من عمره، وعزا الأطباء سبب موته إلى انهيار في جهاز دوران الدم في جسمه...والغريب أن وفاته كانت في اليوم ذاته الذي نزع فيه قناع توت عنخ آمون الذهبي عن وجهه. وكان المنقب الإنكليزي "هوارد كارتر" الذي تم على يديه الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، هو الذي عثر على رقيم الإنذار الشهير الذي يهدد كل من يعبث بمومياء الفراعنة، حين لاحظ رهبة العاملين معه وترددهم...عمد إلى محو نص الإنذار من سجل الكشوف كما ان الرقيم نفسه اختفى من المجموعة.. وما هي غير شهور حتى كان اللورد "كارتر فون" الذي يمول عمليات التنقيب بمرض غريب قضى عليه....ويمضي الباحث إلى التساؤل هل لعنة الفراعنة حقيقةً فعلاً ؟؟.... وإذا كانت كذلك فمتى يتم حل لغزها الخفي ؟؟.....
" (...)