منتدي وسط البلد
عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! GWGt0-n1M5_651305796
منتدي وسط البلد
عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! GWGt0-n1M5_651305796
منتدي وسط البلد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي وسط البلد

فكر جديد في عالم النت والكمبيوتر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Wa7iD
المدير العام
Wa7iD


ذكر عدد الرسائل : 3376
العمر : 46
العمل/الترفيه : محامى
تقييم العضو : 0
تاريخ التسجيل : 27/07/2007

عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! Empty
مُساهمةموضوع: عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!!   عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! I_icon_minitimeالأربعاء 31 أكتوبر 2007, 2:45 am

من ملفات الجاسوسية . عمـــر حمـــودة . .
بطل هذه الحكاية .. نوع حقير جداً من البشر، ويعد من أقذر الجواسيس المصريين الذين عملوا لصالح إسرائيل على الإطلاق . . إذ تجمعت فيه كل صفات الشذوذ واللوطية، وفقد انتماءه للرجولة .. والوطن.
استغل أخطاء الجاسوس شاكر فاخوري وذهب بنفسه الى القنصلية الاسرائيلية في استانبول عارضاً خدماته.
لكنه في غفلة منه. . فوجئ بسقوطه في سرعة مذهلة، وبنفس الخطأ الذي وقع فيه الجاسوس السابق.
إنه أول وآخر جاسوس مصري ألقي القبض عليه بالمدينة الجامعية للطلاب، وايضاً . . أشهر جاسوس يعشق القيام بدور امرأة ! !
البحث عن طريق
إذا كان الجاسوس الشاذ شاكر فاخوري – أول مصري سلم نفسه للسفارة الاسرائيلية في قبرص ليعمل جاسوساً على مصر – فهذا هو محمد عمر حمودة – شاذ آخر – أعجبته فكرة الحصول على المال بالطريق السهل، وسلم نفسه أيضاً برضاء تام الى القنصلية الاسرائيلية في تركيا، معتقداً أنه قام بدراسة قصة زميله الشاذ، وعرف مواطن الخلل التي أدت الى سقوطه، وأنه سيأمن كل تلك الأخطاء ليظل بذلك بعيداً عن أعين وآذان المخابرات العربية. . ويعمل في صمت لصالح المخابرات الاسرائيلية
حصل عمر حمودة على الثانوية العامة سنة 1971 بمجموع هزيل لم يحقق له أدنى طموحاته، وكانت أعظم أمانيه في تلك المرحلة من العمر، أن يهنأ بعلاقة مع شاب شاذ يشاركه شذوذه، ويستمتع معه بالحرية الجنسية التي يحلم بتحقيقها.
كان عمر حمودة على العكس من الجاسوس السابق. . شاذاً سلبياً . أي يفضل أن يقوم بدور الأنثى.
هذا الشذوذ كبر معه منذ الصغر، واستفحل الداء عنده للدرجة التي لا حل معها. وقد ضربه أبوه مرات كثيرة بعدما انتشرت حكاياته وفضائحه، وكان في العادة يبكي بعنف لوالده ويعده بأن يلتزم ويتأدب. لكن لا فائدة . . إذ كبر شذوذه وفشل معه علاج الطب وعلاج الضرب والإيذاء. فكم تكوم الشاذ في أحد أركان "البلكونة" عقاباً له عشرات الليالي مكبلاً ومحروماً من الطعام والماء، وبمجرد إطلاق سراحه "يسرح" في الخرابات ودور السينما يبحث عن صيد شاذ.
وعندما طلب لتأدية الخدمة العسكرية سر كثيراً. لكن .. سلموه شهادة الإعفاء وقالوا له "الجيش يطلب رجالاً فقط" فعاد مقهوراً.. ومرت به الشهور كئيبة. إذ قلما عثر على ضالته لضيق ذات اليد بعدما أمسك والده عنه مصروفه الذي ينفقه على شذوذه. . وكثيراً ما خلا الى نفسه يبكي ضعفه ويرجو خلاصاً له من العار ولكن هيهات، فداء الشذوذ عنده أقوى من نداء التوبة.
أخيراً لملم أشلاء عقله المنهك وقرر أن يغير خطة حياته كلها.
وجاءه هذا القرار بعدما قرأ عشرات التقارير عن الشذوذ في الجيش الاسرائيلي، وشواذ أوروبا الذين لا يخجلون من شذوذهم، ويجهرون به بدعوى الحرية. وامتلأت رأسه بأفكار كثيرة تقوده في النهاية الى حتمية الحياة في مجتمع متفتح يستطيع فيه أن يمارس شذوذه دون إحساس بالنقيصة أو بالانزواء.
وعندما أعاد قراءة قصة الجاسوس شاكر فاخوري – الشاذ الايجابي – وكيف طرق بنفسه باب السفارة الاسرائيلية في نيقوسيا – أدرك أن هناك خطأ ما قاده الى مصيره المظلم وأن بإمكانه – هو – ألا يخطو خطوة واحدة، دون حساب للخطوة التي تليها. ودفع عن رأسه فكرة محاكاة شاكر. لكن عقله المشوش غامت به الأفكار واحتفظ لنفسه بما قرره، وأعد أوراقه للسفر الى حيث تبدأ حياة جديدة، بعيداً عن مجتمع يقهر فيه رغبته وشذوذه.
تسلم عمر حمودة جواز سفره وحجز تذكرة بالطائرة الى استنابول. . وأسكرته حقيقة وجوده على أرض أجنبية بلا رقيب يحد من سلوكه أو يراقبه.. واستنشق لأول مرة هواء حريته وتحرره حتى كاد أن يصرخ فرحاً أمام ساحة المطار. . فأضواء المدينة من بعيد كانت تتراقص كأنها حبيبات من اللؤلؤ البراق. . وتصدح بأذنيه أغنيات لا يفهمها ولكن إيقاع الموسيقى يتناغم مع شرقيته ويدعوه الى الانتشاء.
استقل سيارة الى بنسيون "بورال" الواقع في منطقة شعبية تفيض زحاماً وضجيجاً، وقذف بحقيبته داخل الغرفة وخرج كالملهوف يجوب شوارع المدينة الساحرة الواقعة على بحر مرمرة المخنوق ما بين مضيقي البسفور والدردنيل.
تراقصت حواسه تلذذاً بفعل السعادة الغامرة التي تملكته عندما وصل الى أحد الميادين الشاسعة، ودلف الى الحديقة المظلمة التي تقتطع جزءاً كبيراً منه، واقترب من عشرات "الهيبيز" من الجنسين الذين اتخذوا من الحديقة منتدى لهم ومأوى، ووسط هذا الخضم من المزيج حاول أن يبحث لنفسه عن مكان بينهم. لكن حاجز اللغة منعه وصدمه في بادئ الأمر، حتى اكتشف أن هناك لغة خاصة جداً لا يفهمها سوى الشواذ أمثاله، ومن خلالها تقرب بأحدهم واختلى به جانباً يتذوق على أرض تركيا طعم الحرية التي حرم من مذاقها علانية في مصر.
إن لغة الشواذ لا تنطق بلغة واحدة، بل تنطق بكل اللغات بلا حروف أبجدية أو قواعد. إنها لغة الإشارات التي تحس وتفهم تماماً فيما بين مجتمع اللواطيين الذين يجوبون كل مدن أوروبا، ويتخذون من شوارعها وحدائقها منفثاً لإفراغ مخزون قيودهم . . وعقدهم فيتحللون من قواعد السلوك السوي ويتلاوطون كالكلاب الضالة.
أربعة أيام مرت وعمر حمودة يتعاطى الشذوذ في حدائق استانبول، الى أن سرقه أحدهم فخلت جيوبه من النقود، وفي الحال قرر تنفيذ خطته التي رسمها مرات ومرات في خياله قبل أن يغادر مطار القاهرة.
وعندما سأل موظف الاستقبال في البنسيون عن مكان السفارة الاسرائيلية قال له إن السفارة في العاصمة أنقرة، أما القنصلية الاسرائيلية فمقرها في استانبول.
كانت نيته مبيتة بالفعل على اتخاذ خطوته المجنونة. . لذلك لم يحاول البحث عن عمل أو يسعى من أجل ذلك. . فالفكرة كانت قد اختمرت برأسه وأصبح من الصعب أن يتراجع، وعندما شرع في التنفيذ، لم يطلب القنصلية تليفونياً بل ذهب اليها بنفسه فوجد بابها موصداً، وفكر في الرجوع ثانية الى البنسيون لكنه بعدما خطا عدة خطوات عاد ثانية ودق الجرس، فانفتح الباب فجأة وصدمته المفاجأة، لكنه تسمر مكانه أمام حارس الأمن الذي كرر السؤال عليه عدة مرات:
ماذا تريد؟
وفشل في أن يجيب إجابة مفهومة وتعثر في النطق بينما كانت يده تبحث عن ورقة تنقذه من ورطة الموقف.
ذاهب بقدميه
نظر الحارس في الورقة الصغيرة ثم رفع وجهه الى هذا الطارق الغريب، وقام واقفاً وهو يرمقه متفحصاً بدهشة، وتركه بالباب مهرولاً الى الداخل ليعود بعد لحظات برفقته رجل في نحو الخامسة والأربعين، صالح عمر حمودة وباندهاش سأله بالعربية:
هل أنت مصري؟
قال له:
نعم. .
فجذبه الى الداخل وانفرد به بعيداً في مكتب أنيق وقال له:
قلت في الورقة أنك تريد مقابلة أحد المسؤولين لأمر هام. فماذا تريد؟
أخرج حمود جواز سفره وقدمه الى الاسرائيلي وهو يقول:
أنا لا اريد العودة الى مصر. . لقد كرهت مصر وكل ما فيها وكثيراً ما فكرت في البحث عن دولة أخرى أعيش بها وهداني تفكيري إليكم.
فقال له الاسرائيلي متعجباً:
لماذا نحن بالذات؟ ولماذا لم تلجأ لدولة عربية بدلاً من إسرائيل التي هي في حالة حرب مع مصر وكل دول العرب؟
أجاب حمودة:
أنا أحلم بالحياة في إسرائيل حيث الحرية بلا حدود وفرص العمل متوفرة والعائد المادي كبير جداً قياساً بكل دول العرب.
لم يستغرق الحوار دقائق قليلة كما كان حمودة يعتقد.. بل امتد لساعات طويلة في حجرة أخرى مجهزة بأحدث الأجهزة التنصتية، وكاميرات تنقل كل ما يدور لحجرة أخرى بها أجهزة التسجيل، وجيء بعدة أوراق انكب الخائن على كتابة سيرة حياته منذ البداية وتفاصيل وأسماء أقاربه ووظائفهم وآراؤه في كل شيء في مصر.
وفي مثل هذه المواقف يعمد ضباط المخابرات الى إظهار عطفهم، وإضفاء روح التقارب مع الخونة لإزالة حاجز الخوف والرهبة وبث الطمأنينة في نفوسهم. وقام ضابط الموساد في القنصلية بترتيب غرفة رائعة بفندق فخم نزل بها الخائن ضيفاً على القنصلية الاسرائيلية عدة ايام.
كان القصد من تركه هكذا بمفرده تحليل الواقعة تحليلاً منطقياً ونفسياً، خوفاً من أن يكون حمودة عميلاً للمخابرات المصرية يقود الاسرائيليين الى شرك محكم.
وبعد مراقبته مراقبة لصيقة، ثبت لهم أنه شاب لا انتماء وطني لديه، وبإمكانهم استغلاله في القيام بما يطلب منه مقابل المال.
ونتيجة لما توصلوا اليه، زاره أحد الضباط وعرفه باسمه "النقيب سامي" ودارت بينهما حوارات طويلة، قال خلالها حمودة إنه تأثر بقصة شاكر فاخوري الذي وقع في قبضة المخابرات المصرية، وكيف أخطأ شاكر عندما أغدق على الضابط المصري بالهدايا الثمينة في محاولة لتجنيده دون أن يحسب حساباً لوطنيته.
أخذ ضابط الموساد يعدد للخائن الخدمات التي قدموها لشاكر فاخوري، وكيف أنهم عرضوا استبداله بعدد من الأسرى المصريين والعرب، وعندما رفضت الحكومة المصرية عرضوا مقابل الافراج عنه ملايين الدولارات فرفضوا ايضاً. لكنهم – على حد زعمه – مارسوا ضغوطاً دولية جادة وعنيفة من أجل إنقاذه من حبل المشنقة.
أسهب النقيب سامي – كذباً – في تبرير محاولات إسرائيل شراء الجواسيس العرب الذين اكتشف أمرهم، مدعياً أنه لولا وقوف إسرائيل الى جانبهم لأعدموا، لكن الحكومة المصرية والحكومات العربية – نظراً لوجود أسرى حرب – فصفقات تبادل الجواسيس عادة ما تتم في السر بعيداً عن الأضواء وأجهزة الإعلام.
عندها قال حمودة معقباً:
نعم . . نعم . . فلذلك جئت اليكم بنفسي أعرض خدماتي، وأضع نفسي تحت إمرتكم على أن تسمحوا لي بالعيش مدى الحياة في إسرائيل.
لم يعقب ضابط المخابرات بل أعطاه النقود وقال له:
أنت شاب مغامر لم تجئنا اعتباطاً بل لأنك تعرف جيداً أن المخابرات الاسرائيلية أقوى جهاز مخابرات في العالم. وأن إسرائيل هي واحة الحرية في منطقة عربية محاصرة بالتخلف والقهر والدكتاتورية.
وأضاف النقيب سامي:
سننظر في أمرك باهتمام بالغ، ولكننا الآن نريد منك أن تساعدنا في مهمة بسيطة ستسافر لإنجازها في لبنان لنتأكد من مدى إخلاصك لنا.
في الحال وافق حمودة وأعلن سعادته بهذا التكليف، وبدأ الضابط اليهودي في تدريبه على أعمال التجسس خاصة فيما يتصل بالمهمة المحددة التي سيكلف بها.
خلال ذلك كان حمودة لا يكف عن زيارة حديقة الهيبز حيث يلتقي بأمثاله من الشواذ، وكانت هذه اللقاءات هي المصدر الأول لسعادته، إذ أنه بعد كل لقاء كان يصفو ذهنياً ويهيأ لتلقي جرعة الجاسوسية اليومية والتدريبات المهارية، وتتشكل لديه أمام بريق الدولار روح المغامرة والفدائية فيقدم على هضم الدورة المكثفة التي يدرسها في حجرته بالفندق، وعندما ركب الطائرة الى بيروت كانت لديه جرأة عجيبة للعمل لصالح الموساد، وابتدأت المهمة.
مهمة في بيروت
أفرزت نكسة يونيو 1967 عاملاً مهماً على الصعيد العربي يتمثل بالالتفاف الشعبي الهائل حول المقاومة الفلسطينية، خاصة في الوقت الذي أصبحت فيه هذه الظاهرة نقطة بارزة في عملية الصراع العربي – الصهيوني. بالإضافة الى ما أحرزته المقاومة من ضربات ناجحة ضد العدو في أكثر من موقع، وفي مختلف المجالات.
لذلك عمدت الاستخبارات الاسرائيلية الى ملاحقة المقاومة الفلسطينية، عبر زرع العملاء والجواسيس في مختلف الأقطار العربية التي تتواجد فيها قواعد المقاومة، بهدف الحصول على المعلومات الضرورية حول تحركاتها ومراكزها وتسلحها وتنقلات قادتها. كما لجأت الى إحداث عمليات تخريبية سياسية وطائفية لبلبلة الأوضاع في البلاد العربية. فتوجه بذلك أصابع الاتهام الى المقاومة، وتولد ضدها موجة من العداء والكراهية تستهدف عرقلة مسيرتها وتقدمها.
من هذا الاتجاه. . ركزت الاستخبارات الاسرائيلية جهودها على القرى اللبنانية الحدودية التي يتسلل الفدائيون الفلسطينيون عبرها لتنفيذ عملياتهم ضد مؤسسات العدو ومنشآته وأفراده. ونجحت هذه الاستخبارات في تجنيد بعض الخونة من سكان هذه القرى الحدودية التي تمثل نقطة عبور الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان من بين هؤلاء العملاء الخونة – نايف المصطفى – اللبناني من قرية "البستان" الحدودية الذي قبض 400 ليرة مقابل خيانته كل شهر. كان هناك أيضاً – أحمد ضاهر – من قرية "عيترون" ونايف البدوي من "بارين" وخميس أحمد بيومي وجميل القرح والعشرات غيرهم.
كل هؤلاء الخونة أغدقت عليهم المخابرات الاسرائيلية واشترتهم، واستفحل الأمر كثيراً حتى أن علي حسن سلامة اكتشف بنفسه 24 عميلاً للموساد جرى إعدامهم في غضون شهور قليلة، مما يؤكد تغلغل الموساد بكثافة داخل الأراضي اللبنانية، لحماية حدودها الشمالية من هجمات الفدائيين الذين لم يكفوا عن التسلل الى الأرض المحتلة.
كانت مهمة عمر حمودة في لبنان مهمة محدودة، وهي الانضمام الى إحدى المنظمات الفدائية لجمع أكبر قدر من المعلومات عن الفدائيين.
وللأسف الشديد جرى تدريبه على استعمال السلاح والمتفجرات في معسر تابع لإحدى المنظمات الفلسطينية تمهيداً لإرساله الى الأرض المحتلة للقيام بعمليات فدائية داخل المستوطنات الشمالية. وكان الجاسوس الجديد الذي وثق به رجال المنظمة يسجل كل صغيرة وكبيرة في لبنان. . فيما يتعلق بالمقاومة ومسؤوليها ومواقع تدريباتها وأسلحتها وعناصرها، بل وعناوين بعض قادتها في حي "الفكهاني" ببيروت والذي يقيم به جمع غفير من الفلسطينيين.
كانت هناك أيضاً دلائل على اشتراكه في جمع التحريات والمعلومات عن ثلاثة من قادة منظمة أيلول الأسود الذين جرى اغتيالهم في بيروت في 9 أبريل 1973. . وكانوا يقيمون في عمارة واحدة واشتركوا معاً في تدبير مذبحة ميونيخ في 5 سبتمبر 1972 والتي راح ضحيتها 11 إسرائيلياً.
وبعد أن جمع عمر حمودة حصيلة هائلة من المعلومات أراد السفر بها الى استانبول على وجه السرعة، فادعى لقادة المنظمة أنه مضطر للسفر الى القاهرة للتصديق على شهادة الثانوية العامة التي يحملها للالتحاق بإحدى كليات جامعة بيروت العربية الى جانب عمله الفدائي في المنظمة.
بسهولة بلا تعقيد وافقوا بالطبع على سفره، ومن مكتب سفريات "بلانكو" في ساحة البرج في بيروت أستقل سيارة الى دمشق عبر جبال لبنان المكسوة بأشجار الأرز والفاكهة. وفي دمشق زار صديقاً له في ضاحية "دوما" ثم استقل أتوبيساً الى حلب بالشمال ماراً بمدينة حمص أشهر المدن السورية في طيبةأهلها، وتحاك حولهم النكات اللاذعة كأهل الصعيد في مصر، وفي حلب الشهباء توقف لزيارة أحد معارفه في القصر العدلي ثم عبر الحدود السورية الى تركيا حيث ينتظره في استانبول ضابط المخابرات الاسرائيلي – النقيب سامي – فسلمه ما لديه من معلومات وخرائط تفصيلية هامة، توضح الطرق الجبلية التي يسلكها الفدائيون المتطوعون من سوريا الى لبنان، بالإضافة الى معلوماته الأخرى عن منظمة التحرير.
سر ضابط الارتباط كثيراً لنجاح المهمة الأولى، ونجاح تلميذه المدرب في العودة بحصيلة رائعة من المعلومات من لبنان. وتركه في جناح فاخر بالفندق الفخم حتى تصل أوامر جديدة بخصوصه من تل أبيب، وبعد عدة ايام زاره يحمل اليه هذه المرة خطة جديدة ومهمة أخرى في القاهرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://westelbald.yoo7.com/
Wa7iD
المدير العام
Wa7iD


ذكر عدد الرسائل : 3376
العمر : 46
العمل/الترفيه : محامى
تقييم العضو : 0
تاريخ التسجيل : 27/07/2007

عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!!   عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! I_icon_minitimeالأربعاء 31 أكتوبر 2007, 2:47 am

إلا القاهرة
احتج عمر حمودة بشدة على أوامر المخابرات الاسرائيلية، وحاول كثيراً ألا يوافق عليها . . إذ كيف له أن يعود الى القاهرة وهو الهارب منها؟ وبعد جلسة عاصفة استسلم مرغماً. ففي عالم المخابرات والجاسوسية لا يتنصل عميل من مهام أوكلت إليه على الإطلاق، إذ ليس في الجاسوسية هرج ولا في عمل المخابرات هزل.
كان يدرك أنه وقع لا محالة بين فكي رحى لو هرب من هذه، طالته تلك، وكانت مهمته في القاهرة كبيرة ومتعددة. فقد كان المطلوب منه أن ينجح في القاهرة مثلما نجح في بيروت وحقق بها أكثر مما هو مطلوب منه فاستحق مكافأة سخية من المخابرات الاسرائيلية مع رضاء عن عمله.
ولكي ينجح في مهمة القاهرة. . كان لا بد له من معرفة وثيقة بكل مجريات الأحداث داخل أسوار الجامعات، وأيضاً الحركات الطلابية التي نشطت كثيراً في مصر بزعامة طلاب عملوا على بث الروح الوطنية في نفوس زملائهم، وتحفيز الغالبية على الثورة على النظام القائم في مصر حينذاك بعدما كثرت الوعود البراقة بالانتقام من إسرائيل وضربها.
لقد كانت المنشورات الحماسية وقتها تجد مناخاً صحياً بين فئات الطلاب، فتنتشر وتؤثر، وبرزت المبادئ الناصرية الحماسية لدى الغالبية منهم، وكلما اعتقلت الداخلية النشطاء البارزين برز غيرهم، واتخذت المواجهات الطلابية مع الشرطة طابع الندية، وعم إحساس مرير بالذلة وبالعار. وضرورة الثأر من إسرائيل.
وفي وسط هذا الجو المشحون جاء الجاسوس الشاذ الى مصر في أول ابريل 1973، يحمل عدة آلاف من الدولارات وبعض الحقائب الكبيرة المنتفخة .. تحوي هدايا لأسرته، وخاصة لأخيه عبد الحميد الطالب بالسنة الرابعة بكلية التربية جامعة عين شمس.
كان عبد الحميد يقيم بالمدينة الجامعية المجاورة لوزارة الحربية ولمسجد الزعيم جمال عبد الناصر ، ولكثرة تردده على شقيقه تعرف بالطبع على زملائه بالمدينة الجامعية، الذين أظهروا حفاوة كبيرة بشقيق زميلهم وأكرموه، وأنسوا اليه والى حكاياته عن تركيا و"بنات" استانبول حيث أفاض في سرد أكاذيب ملفقة عن علاقته بهن وسهولة تكوين الصداقات والعلاقات "الخاصة" معهن.
وبعد عدة زيارات للمدينة الجامعية للطلاب.. أحس الجاسوس بمدى التقارب الذي نشأ بينه وبين زملاء شقيقه عبد الحميد، فتطرق بعد ذلك الى موضوعات سياسية أكثر "سخونة"، وينصت مستمعاً الى ما يلقوا به على مسامعه من أخبار وتحركات وغليان داخل أسوار الجامعة. فكان يبدي اندهاشه كثيراً أمام تلك الأخبار، وكلما اندفعوا بحماسهم ازداد حماساً هو الآخر، وقد أضفى على نفسصه هالة من البطولة والوطنية مدعياً بأنه ضد النظام القائم في مصر مثل غالبية المصريين، بل إن حماسه اشتعل أكثر وأكثر وزعم أنه كُلف من قبل المخابرات الإسرائيلية بحرق القنصلية المصرية في بني غازي، وذلك في هوجة المظاهرات العادية لمصر التي وقعت في ليبيا في تلك الفترة.
وبهدوء شديد انتبه الطلاب لما يقوله، وأظهروا له أنهم صدقوه عندما رسموا على وجوههم ملامح الدهشة لوجود "بطل" بينهم قام بأعمال خطيرة، من شأنها أن ترفعه الى مصاف "الوطنيين المخلصين". وعندما كلفهم بكتابة تقارير مفصلة عن الحركة الطلابية داخل الجامعة لكي يقرأها "على مهل" بعد ذلك، ازداد يقينهم أن في الأمر ثمة لغز، وأن هذا الشخص يخفي وراءه الكثير.
تظاهر الطلاب بالموافقة على كتابة التقارير، وحملوا شكوكهم الى اللواء سيد فهمي رئيس مباحث أمن الدولة، الذي كلف اللواء أحمد رشدي ، مدير مباحث أمن الدولة، بوضع خطة محكمة، بالتعاون مع هؤلاء الطلاب، لإلقاء القبض على الجاسوس والحصول على أدلة مسموعة ومكتوبة تدينه. (1)
بعد وفاة الزعيم
منذ تولى أنور السادات الحكم في مصر خلفاً للزعيم جمال عبد الناصر في 20 ديسمبر 1970، اتجه في سياسته كلية الى استراتيجية المصالحة مع إسرائيل التي كانت في اعتقاده الشخصي هي أسهل الطرق وأقربها للوصول الى الزعامة العربية التي ينشدها عن طريق حل سلمي لمشكلة الشرق الأوسط بمشاركة أمريكا، وما يتبع ذلك من حقن للدماء ورخاء. ولم يكن السادات يهتم كثيراً بمضمون السلام أو ضماناته ونتائجه بقدر ما كان يبحث عن زعامة شعبية تفوق زعامة جمال عبد الناصر.
عمد السادات أولاً الى الإطاحة برموز السلطة الموالية لعبد الناصر في مايو 1971، وتفرغ بعدها كلية لفتح قنوات الاتصال السري مع الولايات المتحدة الأمريكية، والانفراد وحده بالسلطة بعد تغيير الهدف الاستراتيجي للدولة، وتهويل خسائرنا في الأرواح والمعدات في حالة الحرب، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة لنبذ الحرب وإشهار أسلوبه الجديد في معالجة أزمة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي. وكان على السادات أن يقضي على أي صوت معارض لآرائه، واتجاهاته.

ولأن المعارضة الداخلية علا صوتها، وطالب النبض الجماهيري بالثأر للكرامة العربية، واسترداد الأرض عملاً بمقولة عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، كانت معارضة الطلاب في الجامعات المصرية تتخذ أشكالاً متعددة. نجمت عن تفريخ خلايا ناصرية قوية مؤمنة بمبادئ عبد الناصر وخطه السياسي، فظهرت المنشورات السرية بين الطلبة تفيض بالوطنية، وتندد بسياسة السادات ورؤيته للأزمة، وعم الشعور الوطني سائر الطلاب في انحاء الجمهورية، وتعددت بالتالي مطالبهم بالسير على نهج الزعيم السابق لاسترداد الحق المسلوب.
كانت إسرائيل هي الأخرى في حالة غليان لا ينقطع، والتقارير الوافدة اليها لا تكاد تبين الرؤية الحقيقية، أو النهج الاستراتيجي الذي تتخذه الحكومة المصرية إزاء مواجهة الرفض الشعبي لموقفها الغير واضح من الأزمة.
ومن هنا . . نشط جواسيسها في القاهرة لجس النبض العام المؤثر في الشارع المصري.. وهم الطلاب، الذين حملوا على عاتقهم دائماً منحنيات السياسة والقرار المصري . وكان هؤلاء الجواسيس بالعشرات في تلك الحقبة يمثلون شبكات منفصلة تعمل جميعها لأجل دولة إسرائيل، ومن بينهم كان الجاسوس الشاذ عمر حمودة الذي أرسل خصيصاً الى القاهرة لإعداد تقارير عن الطلاب داخل الجامعات المصرية، بعد نجاحه في مهمته السابقة بجدارة في لبنان، واكتسابه خبرة مخابراتية ومهارية عالية، تؤهله للعمل في مصر دون أن يكشفه جهاز المخابرات المصري.
سقوط الجاسوس
اختلط عمر حمودة بالمجتمع الطلابي بالمدينة الجامعية، واستطاع أن يدخل الحرم الجامعي في عين شمس الذي يضم كليات الحقوق والعلوم والآداب والتجارة. ومن خلال تردده المستمر تعرف بفتاة في السنة الثالثة بكلية الآداب، تدرس بقسم الدراسات اليونانية واللاتينية – أعرق أقسام الكلية – وحاول أن يوهمها بحبه. لكنها لاحظت كثرة حديثه عن إسرائيل واشتراكه في مظاهرات معادية لمصر في الخارج، فتخوفت منه الفتاة خاصة بعدما حاول مراراً أن يعرف من خلالها نبض الطلاب لكونها عضوة في اتحاد الطلاب، ففشل فشلاً ذريعاً معها . . في ذات الوقت الذي كان فيه زملاء شقيقه عبد الحميد، بالاشتراك مع مباحث أمن الدولة، يرتبون أمر الإيقاع به على وجه السرعة.
وحسب الخطة المرسومة أعد له الطلاب جلسة سمر في حجرتهم بالمدينة الجامعية بعد تزويدهم بجهاز تسجيل دقيق، وجلس الخائن بينهم يستعرض أعماله البطولية "الوهمية" في ليبيا معترفاً بأنه "عمل حاجة جامدة" وأقر صراحة بعلاقته بالقنصلية الاسرائيلية في تركيا وتدريبه بواسطة الموساد، وعرض عليهم خدماته المادية والمعنوية فيما لو أمدوه بصفة دورية بأنشطة الطلاب المعادية لإسرائيل، وبالمنشورات التي توزع داخل الجامعة. وحوت الجلسة تهجم الجاسوس على الأوضاع عامة في مصر وشتمه للمسؤولين وللحكومة.
وبعد عدة ساعات من السمر ذهب الخائن الى حجرة شقيقه في مبنى "د" بينما حمل الطلاب شريط الكاسيت الى فريق مباحث أمن الدولة المتواجد بالقرب منهم، وبعد الاستماع الى الشريط وعرض الأمر على المسؤولين، أصدرت النيابة أمراً فورياً بالقبض عليه.
وفي الساعة الثالثة من صباح يوم 19 مايو 1973 توجهت القوة المكلفة باعتقاله الى المدينة الجامعية واقتادته للتحقيق. وعندما تبين للخائن انكشاف أمره للسطات المصرية، أخذ يضرب راسه بقبضته ثم لطم خديه وبتفتيش أوراقه عثر على قائمة بالتكاليف التي جاء لأجلها وتضم "12" تكليفاً بخط يده بجمع معلومات عن الحركة الطلابية في مصر، والحصول على نسخ من المنشورات التي توزع داخل الجامعات، والعناصر التي تسيطر على الطلبة، ومعلومات عن الوضع الاقتصادي والسياسي، وأماكن الصواريخ على القناة، ورغبة الشعب المصري في الحل السلمي أو العكس، ومعلومات عن الطلبة الفلسطينيين في مصر، وعن الوحدة الاندماجية. ونصحه النقيب سامي قبل سفره بتمزيق ورقة التكليفات لكن الجاسوس نسى ذلك أو سخر من نصيحته. . وعثر لديه أيضاً على فاتورة الفندق في استانبول ومكتوب عليها "دفعت من قبل القنصلية الاسرائيلية".
اعترف الجاسوس بكل شيء أمام امحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار مصطفى عبد الوهاب خليل، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة. برغم أن التحقيقات أكدت على أنه لم ينقل أية معلومات من مصر، وأن المعلومات التي ضبطت معه لا تشكل خطورة.
وكان من المحتمل نقله الى لبنان لمحاكمته لو أن الحكم عليه جاء بأقل من المؤبد، ولكن 25 سنة بين جدران السجن – عمر آخر – كفيل بأن يدمر ويبني أشياء كثيرة في حياة خائن ، شاذ !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://westelbald.yoo7.com/
Wa7iD
المدير العام
Wa7iD


ذكر عدد الرسائل : 3376
العمر : 46
العمل/الترفيه : محامى
تقييم العضو : 0
تاريخ التسجيل : 27/07/2007

عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!!   عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! I_icon_minitimeالأربعاء 31 أكتوبر 2007, 3:28 am

خرجت من السفارة الإسرائيلية منهك القوى وكأنني كنت أحارب في معركة شرسة. كنت أبحث عن سريري لأرتمي عليه. وتوقعت أن أجد سيلفيا تنتظرني بالحجرة لكنها لم تكن موجودة. فاستغرقت في نوم طويل وأفقت في الصباح أنتظر اتصالاً من سيلفيا أو إبراهيم فلم يحدث.
لقد طلب مني إبراهيم أن أظل بالفندق ولا أغادر بون حتى يتصل بي. . ومرت علي خمسة أيام طويلة دون أن يتصل بي أحد. وكلما طلبت هاوزن في كولون لا أجده. وفجأة طرق الباب أحد موظفي الفندق وأخبرني أنه موظف بالحسابات. . وبدماثة خلق أخبرني أنني مدين للفندق بمبلغ 1600 مارك ويجب الإسراع في السداد.
ارتديت ملابسي وربكت سيارة الى السفارة الإسرائيلية. . ولكن موظفة الاستعلامات أتت من الداخل وبيده امظروف بداخله مائتا مارك وقالت إن إبراهيم في مهمة وسيعود خلال أيام.
وعدت الى الفندق لأحصي المبلغ كله الذي أملكه فوجدته يقل عن الخمسمائة مارك.. وقلت في نفسي . . لا بد أن أتصرف وأسدد الفندق وإلا فستقبض علي الشرطة. وتعجبت. . ذلك أن سيلفيا أكدت لي أنني لن أدفع حساب الفندق. فماذا حدث إذن؟ وأين سيلفيا هي الأخرى؟
استلقيت على سريري أفكر في هذا المأزق وفي آلاف الماركات والدولارات التي وعدت بها. . واضطربت لسوء موقفي بسبب قلة النقود معي. . لكني لازمت الفندق ولم أغادره انتظاراً لاتصال إبراهيم أو سيلفيا. وبعدما فقدت الأمل فيهما جاءتني مكالمة من السفارة الإسرائيلية تطلب مني أن أذهب إليها حالاً.
وهناك تعرفت على أبو علمون الذي اعتذر لسفر إبراهيم المفاجئ. . واصطحبني الى غرفة بها صفوف من المقاعد . . ولما أطفأ الأنوار وأدار آلة عرض شاهدت أنواعاً مختلفة من الدبابات والمدرعات والسيارات المجنزرة. وشرع أبو علمون في تلقيني كيفية التمييز بينها وعندما سألته لماذا؟ أجابني بأن هذا هو صميم عملي الذي سيكون في ميناء الاسكندرية وسألني بحزم:
ألست مغامراً يبحث عن النقود ؟
أجبت في ذعر:
بلى .. ولكن . .
قاطعني بحسم:
نحن نريد أن نمنع الحرب بين مصر وإسرائيل. والشرق الأوسط الآن منطقة ملغومة وسوف ندفع لك مليون مارك – فوراً – إذا عرفنا بواسطتك أن مصر ستحارب.
وكيف سأعرف؟
من السهل جداً أن تعرف ذلك . . فإن تدفق الأسلحة من الاتحاد السوفياتي الى مصر لدليل قوي على نية الحرب عند المصريين، كذلك حركة تنقلات وحدات الجيش المصري .. وما عليك إلا أن تكون عيناً لنا وأذناً. عيناً على ميناء الاسكندرية الذي يستقبل السفن المحملة بالأسلحة والمعدات .. وأذناً لنا نسمع بها ما يدور سراً في الجيش المصري. .
كان جسدي يرتعش وحل اضطراب شديد بأعضائي. . الآن .. الآن فقط عرفت مهمتي بالضبط.
استغرق أبو علمون في الحديث الذي كان "يطعمه" بالإغراءات المادية. . وبالخير الذي سينصب فوق رأسي بتعاوني معهم . . ويتعمد أن يذكرني كل لحظة بظروفي المعيشية الصعبة .. وبأنني لست في محطة باص ولكن في سفارة إسرائيل.
. . كانت نبرة التهديد واضحة ومخيفة تحمل خلفها الموت والدمار. . وتعقبها نبرة مغلفة بالوعود البراقة .. فحوصرت .. ورفعت الراية البيضاء في النهاية. . دون أن أحسب حساباً لمصير أسود ينتظرني . .فقد ملئت ثقة بأنني في مأمن كامل معهم.
العملاق الذي مات
أعاد أبو علمون تشغيل آلة العرض الـ 16 مليمتراً .. وأخذ يشرح لي الكثير عن الأسلحة المختلفة والمعدات العسكرية. . وبقيت طوال اليوم في السفارة الإسرائيلية أتدرب على تحديد أنواع المعدات وموديلاتها.
وعندما عدت الى الفندق – قامت "كاتيا" التي رافقتني من السفارة، بدفع المتأخرات وصعدت معي الى غرفتي وقالت لي أنها ستصاحبني الى سهرة خاصة ستعجبني.
أبدلت ملابسي وخرجت معها تقود سيارتها وهي تغني أغنية لأم كلثوم فصرخت بها:
أنت فلسطينية؟
نظرت إلي ثم استمرت تردد مقاطع الأغنية وتخترق شوارع بون. . حتى وصلنا الى شارع تصطف على رصيفيه أشجار البونسيانا التي تغطيها الزهور الوردية البديعة وقالت كاتيا:
أنا مغربية من كازا بلانكا.
وأضافت قبلما نغادر السيارة:
ستقضي هنا سهرة العمر. .
دلفنا الى فيلا من طابقين بلا حراسة .. وعندما اجتزنا الحديقة سمعت ضحكات نسائية تدور وانفتح الباب عن رجال ونساء لا أعرفهم ولا يعرفونني .. لكن بعضهم أومأ تحية لكاتيا . . وبعد دقائق جاءتني زجاجات الخمور أنتقي منها ما أريد . . ودارت عجلة المجون وصاح البعض في اندهاش وهم يرون فتاة صغيرة شقراء .. لا تتعدى التاسعة عشرة .. ترقص وتخلع ملابسها قطعة . . وراء قطعة وكلما تخلصت من واحدة تزداد أصوات الهمهمات . . وظلت لدقائق عارية الصدر ترقص بورقة التوت الصغيرة ثم تخلصت منها أيضاً والآهات تعلو. وظهر شاب على البيست احتضن الفتاة العارية وأخذا يرقصان في خلاعة .. وتخلص الشاب أيضاً من ملابسه ومارس الجنس بحرية أمام الحضور.
عدت الى حجرتي لأستعد للقاء المرتقب مع إبراهيم فأخبرتني كاتيا أنني سأنتقل الى إحدى الشقق لاستكمال الدورة المكثفة، وفي الشقة الجديدة على أطراف المدينة جاء إبراهيم. . وبدأ امتحانه لي بأن أطلعني على صور لبعض المعدات وطلب مني التمييز بينها. . ودربني على ذلك كثيراً، ثم أفاض في شرح كيفية اصطياد المعلومات العسكرية.
وفي شبه معسكر مغلق أقمت في الشقة مع كاتيا. معظم النهار في دورات تدريبية مكثفة. . أما الليل فهو ملك كاتيا نمضيه معاً في شرب الخمر وتعاطي الجنس وننام آخر الليل سكارى.
وبعد أسبوعين تقريباً كنت قد تعلمت الكثير، ودربت على كيفية الحصول على ما أريد من معلومات من العسكريين. وتعلمت الكتابة على الورق المشبع بالمواد الكيماوية وذلك بكتابة خطاب عادي. . ثم أستخدم الكربون المعد للكتابة السرية لأكتب الرسالة المطلوبة بين السطور . . ثم أمرر الرسالة على بخار براد الشاي لثلاث دقائق. . فتتلاشى آثار الضغط ويصبح شكلها كالرسالة العادية بعد وضعها بين صفحات كتاب كبيرة لعدة دقائق.
كانت هذه هي طريقة الكتابة السرية التي دربت عليها وأجدتها عدة مرات. وهكذا أصبحت جاسوساً لإسرائيل دون أن أقاوم. . أو أسعى في محاولة لأن أقاوم. ولم أستطع أن أتراجع. فلقد أغرقوني بالنقود والخمر والنساء الفاتنات. . وأحاطوني بكل الإغراءات فسقطت ولم أفق.
لكن بعد عدة أيام . . وفي أواخر سبتمبر 1970 . . حدثت كارثة زلزلتني . . إذ شاهدت في التليفزيون مشاهد عن مصر. وعندما دققت كثيراً – عرفت أن جمال عبدالناصر قد مات ..
صرخت دون وعي . . وجاءت كاتيا مسرعة من الحمام وأغلقت التليفزيون وعندما قفزتُ لأفتحه وأنا ألعنها حاولت منعي. فلم أشعر إلا ويدي تنهال ضرباً على وجهها. . وظللت أضربها وهي تصرخ . . ولما اشتد ضربي لها فتحت باب الشقة وخرجت هاربة من جنوني. . وبعد نصف الساعة فوجئت بإبراهيم أمامي . . يصوب مسدسه نحوي ومن خلفه كان هناك اثنان لا أعرفهما . . يحملان رشاشات "عوزي" الأوتوماتيكية. وكان الغضب يطفح على وجههم جميعاً . . وأدركت أنها لحظة النهاية .. !!
كيف يصنع الجواسيس. . ؟
كنت منكفئاً على وجهي أبكي بصوت مرتفع . . تحاصرني انفعالات شتى وأنا أتخيل مدى حقارتي ووضاعتي . . وامتدت نحوي يد إبراهيم – ضابط المخابرات الإسرائيلي – في محاولة لتهدئتي . . فصرخت في وجهه أن يدعني وشأني. وانفجرت باكياً كأنما أبكي أبي. وملأني شعور غريب. . شعور بالضعف والانكسار والوحدة. واجتاحني إحساس بالضياع. وقال إبراهيم:
نحن نقدر أحزانك .. لقد كان ناصر عظيماً. .
وأردف بفخر:
هناك اتصالات دولية لإرسال وفد إسرائيلي للتعزية. . إنه زعيم عربي لن تنجب مصر مثله .. لقد استشهد وهو يكافح لاحتواء أزمة الفلسطينيين في الأردن..
علا بكائي ولم أستطع كتمان موجات الشجن وسمعت إبراهيم يقول في التليفون:
أرسلوا "هيمبل" حالاً ومعه أدواته
. . . . . . . .
يفضل ذلك. وعلى وجه السرعة. إنها ستساعدنا كثيراً.
دقائق وجاء الدكتور هيمبل. . نظر في وجهي سريعاً وهو يضع حقيبته على السرير. . وفتحها باهتمام وأخرج سماعته الطبية . .ولما اقترب مني دفعته بقوة فسقط على الأرض وحاولت الهرب من الحجرة. . لكن إبراهيم وحارسيه كانوا قد تمكنوا مني.. وأسرع هيمبل وملأ السرنجة بسائل أصفر .. وبينما كنت أصرخ وأحاول الإفلات كانوا يشلون حركتي .. وحقنني هيمبل في الوريد ورأيت بعدها خيالات أشباح تلف حولي . وعندما أفقت لمحت وجهها الجميل يبتسم. ويدها الرقيقة تداعب شعيرات صدري فلم أكن أتصور أنها هي بلحمها وشحمها وعندما نطقت باسمها صاحت وهي تحتضنني:
حبيبي . . حبيبي . . !!
نظرت حولي فلم أجد سواها .. ورمقتها بنظرة عتاب فقبلتني قبلة سريعة ملأى بالحنان وقالت:
جئت لأجلك حالاً من إسرائيل . . ولن أتركك وحدك أبداً. .
احتوتني سيلفيا بحنانها . . ومهدت الطريق لأبو علمون الذي جاءني منتفخ الأوداج يبدو كديك شركسي. . وبعد أن جلس قليلاً ربت على كتفي وقال:
فؤاد . . بوفاة ناصر سنكون أكثر احتياجاً إليك. . فالأمور في مصر غير واضحة الآن. لقد كنا نعرف قدرات ناصر جيداً ولكن بمجيء آخر. . ستكون هناك شكوك في نياته . . وعلى ذلك فاحتمالات الحرب مع مصر قائمة. وعلينا أن نتعاون معاً لنحبط الصدام المسلح ونعمل على إفشاله.
وبعد انصراف أبو علمون جاء إبراهيم بخطوة الواثق وقال لي:
إنها فرصة العمر بالنسبة إليك .. ويجب أن تنتهزها وإلا ضاعت منك الى الأبد . . إنها لحظة رائعة يا فؤاد عندما نخبرك أنك حصلت على مليون مارك ألماني . . لا بد أن تتحرك فهناك من ينتظر هذه الفرصة التي منحناها لك.
وقبل أن ينصرف ناولني مظروفاً بداخله ألفا مارك.
كانت سيلفيا – عملية الموساد – لا تكف عن ترديد حكايات عجيبة عن المخابرات الاسرائيلية تكاد تكون أساطير من نسج الخيال. وكيف تحمي الموساد رجالها وعملاءها في كل أرجاء المعمورة.
ولم تمر سوى أربعة أيام وعاد إبراهيم ليكمل الدورة التدريبية.. وجرى تدريبي على استعمال الشفرة بالراديو . . وكان علي أن أستقبل إشارات معينة على إحدى الموجات فأقوم بمطابقتها على كتاب الشفرة. وسملني أيضاً جهاز راديو خاص وقمت بحل التمارين عدة مرات. . حتى تأكد نجاحي تماماً في استقبال الرسائل وترجمتها.
بعد ذلك دربني على استعمال الميكروفيلم في تلقي المعلومات أو إرسالها. فضابط المخابرات يكتب أوامره على صفحة فولسكاب. . ثم يقوم بتصغيرها عدة مرات حتى تصل الى حجم رأس الدبوس. وعندما أتسلمها فوراً أقوم بتكبيرها الى حجمها الأصلي وقراءة الأوامر . . وإرسال المعلومات الى مكاتب وفروع الموساد في العواصم الاوروبية بذات الأسلوب.
وبعد عدة أيام لازمني خلالها إبراهيم معظم ساعات النهار استطاع أن يشرح لي أساليب التخفي والتمويه والهرب من المراقبة وإخفاء أدوات التجسس . . وكذلك طرق "جلب" المعلومات من المصادر العسكرية. . وتتبع حركة تنقلات وحدات الجيش. . وكان الأهم. . خاصة بعدما حصلت على دورة سابقة في التمييز بين أنواع الأسلحة والمعدات.
وبعد هذا النجاح المثير أعاد إبراهيم حكاية المليون مارك .. ثم وعدني بـ 50 ألف دولار أمريكي إذا أفشيت سر أي عميل للمخابرات المصرية داخل إسرائيل ويقبض عليه فعلاً. وعندما استفسرت عن هذا الأمر وقلت لإبراهيم:
كيف لي أن أعرف جواسيس مصر في إسرائيل؟
أجابني بثقة زائدة:
من خلال معارفك الذين لهم علاقات بأفراد من القوات المسلحة. . أو من ضباط الجيش أنفسهم . . فالمصري دائماً يتباهى بأنه يحمل معلومات خطيرة مما يعطي انطباعاً بأهميته.
فقلت له على الفور:
مستحيل أن تصل الدردشة العادية لدرجة البوح بأسرار كهذه.
سأقوم بتعليمك كيفية إدارة الحوار مع أشخاص مهمين . . وعليك أن تسعى لخلق صداقات جديدة مع أشخاص في مواقع حساسة للحصول منهم على معلومات. أية معلومات لا بد أن تكتبها لنا. وعليك أن تفهم جيداً أن هؤلاء الذين يشغلون مناصب مهمة لديهم اتصالات بآخرين في مواقع أهم. وأثناء جلسات اللهو والمرح. . "يفضفض" كل واحد بما لديه من معلومات وأسرار. . .وتصبح أدق المعلومات العسكرية مادة سهلة التداول، وعليك حينئذ أن تدير الحوار ببراعة .. كما سأعلمك استخلاص ما هو أكثر مما قيل.
وفي دورة أخيرة لإدارة حوار مع شخصية مهمة .. أخذ ابراهيم يعلمني كيف أثير الطرف الآخر وأجعله ينطق ويبوح بكل ما هو سر لديه.. وذلك بعدة طرق منها أن أذكر له معلومات خاطئة فيصححها لي . . وإذا كان ضابطاً في الجيش . . أتعمد تذكيره بهزيمة الجيش أمام حفنة من جنود إسرائيل .. فيندفع ثائراً ويقول ما عنده من أسرار الاستحكامات والتدريبات. . والأسلحة الحديثة التي وصلت ويتدربون عليها. . وأيضاً دور الخبراء السوفييت في إدارة بعض النواحي الفنية في الجيش المصري.
وفي النهاية – طمأنني ضابط المخابرات الإسرائيلي أنني أصبحت جاهزاً للعمل في مصر بما لدي من خبرة ودراية كبيرة بعد هذه الدورات التدريبية المكثفة. وأخبرني بأن راتبي الشهري ابتداء من الآن هو 300 دولار أمريكي عدا المبالغ الأخرى التي ستخصص لي بعد كل خطاب أرسله اليهم به معلومات مفيدة. وقال إبراهيم أن بإمكاني الحصول على ألف دولار شهرياً – بخلاف الراتب - .. وهذا يتوقف على أهمية المعلومات التي أرسلها لهم "مع العلم أن مرتب الموظف خريج الجامعة كان لا يزيد عن 18 جنيهاً". وطلب مني الاستعداد للعودة الى مصر.. وإيهام أهلي وأصحابي بأنني كنت أعمل في تجارة السيارات في ألمانيا .. حتى لا تثير النقود الكثيرة التي معي أية شبهة.
وقبل أن يتركني لقضاء عدة أيام مع سيلفيا قبل سفري الى مصر . . كنحني ألف مارك وأعدت سيلفيا رحلة ممتعة الى الجنوب الألماني حيث بحيرة كونستانس الواقعة على الحدود مع سويسرا والنمسا . . وأمضينا عدة أيام في "فريدر كسهافن" وتجولنا حتى وصلنا الى حيث انتهى نهر الدانوب الشهير ومروراً بمدينة فريبورج في الغابة السوداء.
وفي شتو تجارت نزلنا بفندق "برات" واشتريت بعض الهدايا .. وركبت الطائرة مودعاً سيلفيا الى روما ومن روما الى القاهرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://westelbald.yoo7.com/
Wa7iD
المدير العام
Wa7iD


ذكر عدد الرسائل : 3376
العمر : 46
العمل/الترفيه : محامى
تقييم العضو : 0
تاريخ التسجيل : 27/07/2007

عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!!   عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!! I_icon_minitimeالأربعاء 31 أكتوبر 2007, 3:30 am

نوسة . . التي أطلت
كان أفراد أسرتي في انتظاري والسعادة تملأ وجوههم وهم يرون أعداد الحقائب التي معي محملة بالهدايا.
وفي الإسكندرية كان أول ما خطر ببالي الاتصال بنوسة . . فذهبت سريعاً الى صديقي حاتم ورجوته أن يطلعني على أخبارها. . وعندما تبين لي أنه لا يعرف أكثر مما ذكره لي في رسالته قررت نسيانها.. والعمل فوراً فيما جئت من أجله.
بدأت أبحث عن صداقات جديدة وأوطد علاقاتي ببعض الموظفين في ميناء الإسكندرية. . وكنت أسجل المعلومات التي أحصل عليها أولاً بأول وأرسلها في الحال الى العنوان الذي طلبوا مني مكاتبتهم عليه في لندن "مستر طومبسون ص. ب. 329". . وكانت رسائلي لا تحوي معلومات عسكرية فقط. . بل حوت أخباراً اقتصادية عن رسو عدد من السفن العملاقة تحمل بداخلها آلاف الأطنان من الحبوب أو السكر . .
كانت حركة الميناء من وارد وصادر تقريباً مرسلة إليهم في لندن.. وأصبح العمل بالنسبة لي بعد مرور عدة أشهر من أسهل ما يمكن. فعلاقاتي تعددت وتشعبت. . وتجيئني المعلومات دون جهد يذكر من خلال الأحاديث العادية التي لم تكن تحمل ما يدل على اهتمامي.
وذات يوم في نوفمبر 1971 جائتني رسالة غريبة بواسطة الراديو . . كانت الرسالة تحمل تحذيراً واضحاً. . ومخيفاً في ذات الوقت:
"لا تقرأ في الصحف المصرية – مطلقاً – أية أخبار تتعلق بإلقاء القبض على جواسيس لإسرائيل. هذا أمر وعليك تنفيذه".
انزعجت كثيراً لهذه الرسالة التي لفتت انتباهي وأثارت قلقي . . ودفعتني رغماً عني لقراءة كل الصحف المصرية صباح كل يوم، حتى قرأت خبراً عن سقوط جاسوس مصري يعمل لصالح إسرائيل. . فاضطربت حياتي وامتنعت عن الخروج من المنزل لعدة أيام.
كانت الرسالة تأتيني عن طريق الراديو – مكررة – حتى بعدما قرأت الخبر – فيحل الرعب بي وتهرب المغامرة .. وكانت أية أصوات أقدام تصعد السلم تصيب أطرافي بالشلل. فكتبت رسالة تحمل ما أشعر به وتترجم معاناتي. . وفوجئت بالرد يصلني سريعاً بالراديو يطلب مني السفر الى لندن في أسرع وقت. وبينما كنت أعد حقيبتي . . دق جرس التليفون وكانت على الطرف الآخر .. نوسة!!
مرت ساعة واحدة وكنت أجلس في أحد أركان كافيتريا فندق فلسطين.. وكان اللقاء مدهشاً.. وظل كفها الصغير بين كفي لفترة طويلة. وعندما همست باسمي طلبت منها ألا تتكلم.. أردت فقط أن أنظر لوجهها الذي حرمت منه لمدة عامين. . ومن داخلي كنت أرقص طرباً وأجريت مقارنة سريعة بينها وبين سيلفيا وكريستينا وكاتيا وغيرهن. . إنها أجمل منهن جميعاً. . بل تكفي ابتسامتها لتبدل مذاق حياتي وتضفي عليها البهجة. . إن مذاقها لعجيب .. عجيب والجنس معها له طعم ونكهة لا يوجدان في أية امرأة أخرى قط.
وفي آخر يناير 1972 كنت في لندن. . وكان في استقبالي ضابط المخابرات الإسرائيلية المسؤول عني – إبراهيم يعقوب – وبصحبته ضابط آخر اسمه "بوب" في السفارة الإسرائيلية في لندن. وطلبا مني أن أهدأ وألا أتوتر لهذا الحد. .
وقالا لي: إذا كانت الصحف المصرية قد نشرت أخباراً عن إلقاء القبض على جاسوس يعمل لصالح الموساد .. فهذا ليس سوى دعاية مضادة.. وأسلوب تخويف لجواسيسهم في مصر . . ومثل هذه الشائعات معروفة لديهم وأسلوب قديم تستخدمه أجهزة المخابرات كل مدة.
لم أهدأ رغم ما قالاه لي. . فرأى إبراهيم أن يوكل إلي عملاً آخر في لندن. وكان عملي منصباً علي التعرف الى المصريين الموجودين في لندن أو القادمين الجدد .. لعلي أنجح في تجنيد أحدهم وأتقاضى مكافأة ضخمة .. ووجد إبراهيم أنني بحاجة الى تمرين فأخذني الى إحدى الشقق . . وجرى تدريبي على العمل الجديد في اصطياد مصري يصلح جاسوساً لإسرائيل.
وبعد دورة مكثفة من إبراهيم. . جاء بوب هو الآخر لتدريبي على كيفية العيش في لندن . . وتقصى أماكن تجمع المصريين كالفنادق والمقاهي والمطاعم المختلفة. وكانت لندن حينئذ تستقبل مئات الشباب من مصر بدعوى الدراسة أو السياحة أو العلاج.
وفشلت في مهمتي.. فظروف النكسة كانت مختلفة وغالبية المصريين الذين يسافرون الى لندن كانوا على درجة من الوعي والثقة في النظام السياسي الجديد. . خاصة بعد تصفية مراكز القوى وانشغال الرأي العام بوعود الرئيس السادات. ولكن في مصر كانت مساحة الوعي السياسي تختلف.
أدرك بوب بحاسته كضابط مخابرات أنني لم أنجح في لندن. ولأنني أيضاً أدركت ذلك بعد أن فشلت كل محاولاتي في الإيقاع بمصري واحد. . فقد عرضت على بوب أن أسافر الى مصر فالمجال هناك أفضل بالنسبة لي. وبعد عدة أيام وصل إبراهيم من بون ووافق دون تردد على عودتي الى مصر . . وأعطاني راتبي المتراكم بخلاف مكافآتي وكانت 4500 دولار.
ولكني بعدما عرفت قيمتي لديهم .. وبأن الموساد لا تبخل على جواسيسها. . اعترضت قائلاً إن المكافأة هزيلة جداً. وأن قيمة المعلومات التي قمت بإرسالها تزيد عن هذا المبلغ كثيراً. ووصفني إبراهيم بأنني أصبحت لحوحاً. . فطلبت منه زيادة المبلغ الى 7000 دولار. . وإضافة مبلغ آخر قدره 5000 دولار كمقدم إيجار شقة أستطيع من خلالها أن أمارس عملي في التجسس بحرية . . وقد كان.
النفس الخامس
عدت الى الإسكندرية بأكثر من 19000 دولار. . مبلغ كبير لا شك في ذلك. . واستأجرت شقة في شارع خالد بن الوليد في ميامي. وقررت أن أستغل نشاطي التجسسي لجمع أكبر عائد مادي ممكن.
لقد عشت حياتي السابقة محروماً تلسعني رغبة الاحتياج والعوز. . لذلك. . كنت أضع تقييماً لكل معلومة أرسلها اليهم وأحسب مستحقاتي وأغالي في الثمن، ثمن أعصابي التي تحترق كل لحظة .. وعمري الذي أضعه رهن أتفه معلومة أدونها..
استمرأت طعم الخيانة شيئاً فشيئاً. . وبعدما بعت أمن وطني وأهلي، لم أجد غضاضة في أن أخون رجلاً آخر لا أعرفه. . لكنه امتلك ما عجزت عن امتلاكه. . فإنني الآن أصبحت قادراً على امتلاك أشياء ليست في حوزتي وأهمها نوسة. . التي جاءتني جرياً تفند لي أسباب زواجها . . فلم أهتم .. (!!) لقد عانقتني في شقة ميامي بمجرد أن فتحت حقيبة هداياها العامرة. وبعد دقائق.. فتحت باب حجرة النوم ونادتني من الداخل . . وعندما دخلت عليها كانت بلا شيء. . أي شيء. . بلا حياء أو خوف أو . . ملابس. . إنها أيضاً تدفع الثمن مثلي تماماً. . لا .. إنها تخون زوجها أما أنا .. فأخون وطني كله. .!!
تحولت الشقة الى وكر للخيانة. . وللملذات، خمر .. وحشيش. . ونساء ساقطات.. ورجال ربطتني بهم صداقات مفتعلة، وعندما كان ينشط مفعول الخمر والنساء. . لا تدري العقول ماذا تقول؟!!.
هكذا كانت الأيام تجري سريعاً. . والمعلومات تتدفق في سلاسة.. والثمن أقبضه أنا كما أريد.. وبالسعر الذي أحدده..!!
في تلك الأثناء.. لم تكن المخابرات المصرية غافلة عما يحدث في شقة ميامي التي ذاع صيتها.. وفاحت منها رائحة الخيانة تعلن عن الجرم صراحة.
واختارت المخابرات المصرية أحد مرشديها الذي يعمل موظفاً بشركة الملاحة البحرية – واسمه ممدوح – ليقتحم هذا الوكر ويرصد ما به. فكان ينقل مشاهداته الى العميد حسن واصف – المسؤول عن مكتب المخابرات في الإسكندرية – وفي نفس الوقت وضع تليفون فؤاد تحت المراقبة . . وبذلك أصبح الجاسوس تحت سيطرة جهاز المخابرات وتحركاته مرصودة تماماً دون أن يعرف.
ويكمل الجاسوس سرد قصة الإيقاع به قائلاً:
جاءتني بطريق الراديو رسالة تطلب مني السفر الى روما لمقابلة دانيال .. وهو ضابط المخابرات الإسرائيلي في السفارة الإسرائيلية هناك. . وبالفعل .. أعددت الكثير من التقارير والمعلومات التي حصلت عليها وسافرت بها الى روما . . وكان اللقاء مثيراً للغاية . . إذ كان الضابط سخياً جداً ومنحني ما طلبته من مقابل بل وزاد عليه ألفاً وخمسمائة دولار. . وعدت الى مصر بالثروة التي حصلت عليها مقابل بضع معلومات استقيها من أفواه "المساطيل" واشتريها أحياناً بالهدايا.
وبعد عودتي بحوالي أسبوع واحد.. كانت نوسة عندي بالشقة تتسلم هداياها وتسلمين جسدها الرائع، فنمت مرهقاً بعدما سجلت بعض المعلومات التي وصلتني على ورقة وضعتها بجانب السرير ولم أقم بكتابتها بالطريقة السرية التي دربت عليها.
وعند الفجر .. دق جرس الباب دقات خفيفة فظننتني أحلم. واستيقظت فجأة على يد تهزني فشلني الذعر .. لأجد الحجرة كلها قد زرعت برجال لا أعرفهم.
تناول أحدهم الورقة المسودة وفتشوا الشقة جيداً. . وعثروا على كل الأدلة والأدوات التي تؤكد أنني جاسوس .. خائن.
اصطحبوني الى القاهرة وأخضعت لتحقيق مطول لعدة أيام . . واكتشفت أنني كم كنت واهماً. . فتصرفاتي كلها كانت مكشوفة. . وحركاتي مرصودة. . وخطاباتي مقروءة. . حتى زيارتي الى رومات ولقاءاتي كانت بالصوت والصورة لدى المخابرات المصرية.
اعترفت في الحال بكل شيء دون إكراه. . فالأدلة كانت كلها ضدي ولا تترك لي المجال لكي أنكر . . ووجهت الى النيابة العسكرية اتهاماتها الآتية:
السعي لدى دول معادية "إسرائيل" لمعاونتها في عملياتها الحربية.
الحصول على مقابل مادي بقصد ارتكاب عمل ضار بالمصلحة القومية وهو إفشاء أسرار البلاد.
الحصول على أسرار الدفاع عن البلاد وتسليمها لدولة أجنبية معادية وهي إسرائيل.
لقد اعترفت بكل شيء وبرغم الاحتقار الذي أشعر به تجاه نفسي ..إلا أنني أعترف بصراحة بأن حبي لتلك المومس – نوسة – هو الذي دفعني للخيانة .. خيانة وطني!! انتهت مذكرات الجاسوس فؤاد حمودة .. ولكن، ماذا حدث له بعد ذلك؟
تشكلت محكمة عسكرية عليا لمحاكمته. وبعد عدة جلسات أصدرت حكمها بإعدامه شنقاً . . وصدق رئيس الجمهورية على الحكم وأحيل للتنفيذ في سجن الاستئناف بالقاهرة..
وفي صباح السابع عشر من يناير 1973 .. كان يوم تنفيذ الحكم .. حيث سيق المتهم الى غرفة الشنق .. يجرجره جنديان . . ويصرخ قائلاً: أنا بريء . . بريء . . ثم يصرخ ثانية: إعدموها معايا .. اعدموا نوسة .. اعدموها.
"وقف إمام السجن ومأمور التنفيذ وعشماوي في انتظار وصول الخائن من زنزانته. . ولكن محاميه اقتحم المكان فجأة .. وبيده وثيقة رسمية تفيد أن موكله "مجنون" وهو غير مسؤول عن تصرفاته. . ويطالب بوقف تنفيذ الحكم كما ينص القانون. . وبهذه الحيلة . . أفلت الخائن من الإعدام لمدة أسبوعين فقط. . فقد رفضت المحكممة الاستشكال القانوني الذي تقدم به المحامي . . وسيق المتهم مرة ثانية الى غرفة الإعدام حيث أعدت المشنقة لاستقباله، وقام مأمور التنفيذ العميد بدر الدين الماحي بسؤاله عن آخر طلب له في حياته.. فطلب سيجارة . . وأشعلها له المأمور وحبل المشنقة حول عنقه. وبعد أن سحب النفس الخامس . . انفتحت فجأة طاقة جهنم تحت قدميه، وتدلى جسده العفن الذي تبرأ منه أهله . . كما تبرأت منه ديدان الأرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://westelbald.yoo7.com/
 
عمر حمودة ..... وكيف سقط فى جامعة عبن شمس ؟؟؟!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي وسط البلد :: .:: منتدي الاخبار والثقافة العامة ::. :: قسم قصص الجاسوسية وعالم المخابرات-
انتقل الى: