العزف على اوتار الخوف

مع بداية التحرك لغزو العراق واعلان مبررات الحرب كانت الحجج كلها تدور حول تضخيم خطر
وهمى لحشد الرأى العام كى يقبل بتأييد قيادة المحافظين الجدد فى مخططاتهم الاستعمارية .
وعلى الرغم من انبعاث رائحة الكذب بقوة من كل الحجج والأدلة الملفقة والتى
قوبلت بالمظاهرات المليونية التى جابت الكثير من عواصم العالم الحر و
المكبل فقد كانت المغامرة تبدو هوليودية مثيرة فى عيون عامة الشعب
الأمريكى ... تمثل ذلك فى ارتفاع شعبية بوش فى ذلك الوقت واجتماع كل من
الجمهوريين والديمقراطيين على مساندة الأحمق المطاع فى مغامرته ...
اذن فالبعد السيكولوجى تبلور فى العزف على أوتار الخوف من أسلحة الدمار الشامل ( العراقية ! )
ومع التضخيم الاعلامى بدا الأمر وكأن صواريخ عراقية عابرة للقارات توشك أن
تنطلق فى اتجاه واشنطن ونيويورك فى أية لحظة ... ومن الطبيعى فى مثل حالات
الخوف والذعر المفتعل هذه أن تكون حجة صقور الصليبيين الجدد هى : هل ننتظر
حتى يضربوننا أم نضربهم نحن ؟ والاجابة الطبيعية كذلك هى : بل نضربهم نحن !
وحتى يزول الشك تماما فى ( نبل ! ) الحرب و ( عدالتها ! ) ... فقد أطلقوا عليها ( تحرير العراق ! )
من الديكتاتور واستبدال حكومته باخرى ( ديمقراطية ! ) فهل يمكن بعد ذلك أن
يبقى ظل من شك فى أن بوش قد تلقى اشارات ( سماوية ! ) للتحرك سريعا لنشر
الحرية والديمقراطية فى بلاد الرافدين ؟!
وبذلك فقد أصبح الاحتلال تحريرا ومقاومة الاحتلال المشروعة فى كل الأعراف والمواثيق ارهابا ...
و أضحى الهدف من الحاق الدمار اعادة الاعمار ... وصار التعذيب والاغتصاب
والقتل الجماعى اجراءات روتينية لنشر الحرية والديمقراطية وبات انشاء
القواعد العسكرية ضرورة من ضروريات الحفاظ على مكاسب الشعب العراقى من
خلال عملية تحريره من النظام الديكتاتورى !!!
ولا ينبغى أن ننسى أن ذلك كله كان مبنيا على أكذوبة الخطر الوهمى لأسلحة الدمار الشامل !
أما أسلوب الحرب فلم يختلف فى بعده السيكولوجى عن مبرراتها ... فقد بنيت
الخطة على أساس ( الصدمة والترويع ) لكسر ارادة المقاومة لدى الشعب
العراقى بعد التنسيق مع الطابور الخامس !
وفى خلال عدة أسابيع سقطت عاصمة الخلافة فى أيدى الصليبيين الجدد ...
وسكرت رؤوسهم بنشوة الانتصار السريع الذى تحقق ... وبدأت أنظارهم تتجه نحو
فريسة جديدة تحت ذريعة نشر الديمقراطية التى هى ( الدين الجديد والملاذ
الوحيد ! ) ...
لكن فضيحة سجن أبى غريب مثلت فى أذهان الكثيرين عينة لنوعية الديمقراطية
التى بشر بها الأحمق المطاع ! ومن خلال هذه الفضيحة سقطت ورقة التوت عن
قيم الحضارة الغربية الزائفة التى قامت على ازدواجية المعايير ... فحقوق
الانسان مثلا لم يقصد بها كل انسان ... وحرية الرأى لم يقصد بها كل رأى
... والاعلام ( الحر ! ) يقبع خلف قضبان حديدية من التعتيم والأحادية ...
وبات واضحا للعالم كله أن محور الشر لم يكن سوى قادة تلك الحملة الصليبية !
لم يكن الصليبيون الجدد يتوقعون تلك المقاومة المنظمة الشرسة والتى بدأت
فى أعقاب سقوط بغداد وتصاعدت وتيرتها بشكل سريع ... ففى البداية أطلقوا
عليها فلول النظام السابق ووعدوا بالقضاء عليها ... لكن المقاومة اشتد
عودها وتعمقت جذورها وفرضت وجودها مع كل عملية كبيرة لم يفلح الاعلام (
الحر ! ) فى التغطية عليها ... وتوالت الصفعات على وجه الغرور الأمريكى
حتى
أصبح العالم يتحدث بصوت مسموع عن المستنقع العراقى وشبح الحرب الفيتنامية ...
لم تكن الصدمة والترويع مجرد عملية عسكرية وانما كانت سياسة ثابتة لحثالة بشرية لا تعرف
أخلاقا ولا تعترف بقيم ... (كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة يرضونكم بافواههم
وتابى قلوبهم ) فقلوبهم مليئة بالحقد والقسوة والاجرام وفى أبى غريب ما يغنى عن أى شرح أو كلام !
وقد قوبلت نغمة الرعب هذه بمثلها وردت بضاعتهم اليهم برسائل الفيديو كليب
للرؤوس الموضوعة فوق الصدور بعد الذبح فكانت الرسائل المسجلة واضحة
المعانى بدأ العالم بعدها يسمع عن انتشار الأمراض النفسية بين الجنود
الأمريكيين الذين لم نسمع بواحد منهم قام بعملية بطولية يثبت بها ايمانه
بعدالة تلك الحرب !
لم يقصر الصليبيون الجدد فى العزف على أوتار الخوف فقد دمروا مدينة
الفلوجة وغيرها و ارتكبوا جرائم ابادة جماعية واغتصاب وتشريد وانتهاك
للحرمات والمقدسات واختطاف للأطفال والزوجات وأخرجوا كل ما فى جعبتهم من
شرور واجرام لكن المقاومة لم تخمد أنفاسها ولم تخبو جذوتها بل
اشتد عودها ونمت وترعرعت وتجرأت وتفننت فى تعرية العلوج من رداء غرورهم
حتى اضطرت مجرم الحرب رامسفيلد الى الاعلان عن السعى للتفاوض مع المقاومة
والاعتراف بقدرات رجالها الفذة ...
وأخيرا فان الأحمق المطاع لا يمكنه الانسحاب من العراق ولا حسم المعركة ضد المقاومة العراقية ..
لكنه بالمقابل يمكنه أن يستمر فى تعميق روح الكراهية و الازدراء التى
تنتشر فى كل ارجاء العالم لصنم ( الحرية ! ) و للديمقراطية الأمريكية !
لقد انقلب السحر على الساحر و تمردت أوتار الخوف على أصابع البغى والقهر والاجرام الأمريكى ...
لقد بدأ صدام الحضارات ياصمويل هنتنجتون لكن التاريخ لم ينتهى يا فوكوياما
منقول !

لقد بدأ صدام الحضارات ياصمويل هنتنجتون لكن التاريخ لم ينتهى يا فوكوياما

موضوعك رائع نسلم ايديكى

والحكام العرب لم يستوعبوا الدرس
نفسى اقول لكل الحكام العرب على اسم مسرحية شهيرة لمحمد صبحى
اسمها
" انتهى الدرس يا غبى "
افهموا بقى الدرس

اوعى تغلط وتقول افهموا ليعتقلوك
شكرا يا محمد للمرور

ما هما مش هيفهموا
لو كانوا بيفهموا كانوا فهموا
الحركات الشعبية
حركة كفاية وحركة شايفينكو
والمدونات اللى مليت الانترنت
وشافوا الشعب اد ايه بيتعذب
دول فى برج عالى مش شايفين حد ولا حاسين بحد

سيبهم يا عم فى البرج العالى وهم بعيد دة الحال امال لو نزلوا هيحصل اية