كان فى يوما ما على سطح السياسة المصرية شخص أسمه أشرف مروان أغلب ما يعرفه الناس العاديون عنه أنه زوج مني عبد الناصر إبنة الزعيم جمال عبد الناصر ووالد جمال مروان رئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات "ميلودي" الفضائية.. بينما هو " شخصية غامضة لمن يعرفون انه الدكتور محمد أشرف مروان رجل الأعمال والمستشار السياسي السابق في عهد الرئيس الراحل أنور السادات .. و لمن لا يعرف اشرف مروان .نقول .. إن اسمه هو ،محمد أشرف أحمد مروان ، من مواليد الثاني من فبراير عام 1944 ، حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1965 ، ثم حصل على الدكتوراة في العلوم من جامعة لندن عام 1974 ، وقد التحق مروان بالقوات المسلحة عام 1965 وبعد ذلك تم تعينه سكرتيرا لشئون المعلومات للرئيس الراحل أنور السادات في مايوعام 1971 ، ثم سكرتيرا للاتصالات الخارجية عام 1974.
وقد لعب مروان أدوارا تنفيذية وسياسية عديدة في عهدي الرئيس عبد الناصر ، فقد كان عضوا في لجنه الإشراف على التطور وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا ، وعضوا بالمجلس الأعلى في مجال الطاقة النووية عام 1973 ، وأيضا كان مقررا للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي ، وفي أغسطس عام 1974 أصبح مشرفا على مكتب الشئون العربية برئاسة الجمهورية ، كما عين في سبتمبر 1975 عضوا بمجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع ، التي أصبح بعد ذلك رئيسا لها ، وفي عام 1987 عين مروان سفيرا بوزارة الخارجية ، وبعدها اتجه للعيش والإقامة في لندن ، ليصبح رجل الاعمال وتاجر السلاح الشهير ، كما كان رئيسا للجالية المصرية في لندن.
مروان لغزا حيا و ميتا
]وقد فتح خبر الرحيل الغامض لأشرف مروان ..إثر سقوطه من شرفة منزله في الدور الخامس بالعاصمة البريطانية لندن .. الباب على مصراعيه لمزيد من التساؤلات و التكهنات حول حياته حيا و ميتا ..
مروان ميتا . .. لغزا غامضا
فى السابع و العشرين من يونيو .. كان مروان في شقته وحيدا ، وفي الساعة الواحدة وأربعين دقيقة ظهرا سقط من شرفة شقته في منطقة بيكاديللي الراقية بوسط لندن، وقد توفي على الفور، وقبل نقله للمستشفى" لنتهى حياة الملياردير البالغ من العمر ثلاثة وستين عاما في مشهد مأساوي..جثة ملقاة أمام شقته .
الرحيل الغامض لأشرف مروان و طريقه موته و توقيتها .. دفع الجميع للتساؤل عما إذا كان قد انتحر أم نُحر ، خاصة مع اختلاف الروايات حول طبيعة هذه الوفاة
فقد اكد عدد من أقرباؤه للشرطة البريطانية بأن مروان كان يخشى على حياته .. وانه عاش فى قلق منذ ان كشفت إسرائيل عام 2003 أنه عميل كبير للموساد.. وكانت تنتابه حالة من الاكتئاب.. مما حمل اسكوتلانديارد على تفحص احتمال قذفه من الشرفة عمدا ..
بينما أكد أحد المقربين من أسرته إن أحد أصدقاءه من أعضاء الجالية المصرية في بريطانيا كان في طريقه لزيارته وشاهده بالشرفة وهو يتحدث من تليفونه المحمول ، وشاهده أثناء سقوطه بعد أن اختل توازنه... وأضاف أن الدكتور مروان كان يتمتع بإردة قوية رغم حالته الصحية ، وأنه كان يعاني في الفترة الأخيرة من اختلال توازنه أثناء الحركة حتى أنه كان يستخدم عصا يتوكأ عليها.
كما افادت معلومات اخرى ان مروان كان يستعد لنشر مذكراته و ارتبطت هذه المعلومات باخرى افادت انه كان من المفروض أن يلتقي في نفس يوم وفاته مع المؤرخ الإسرائيلي أهارون بيرجمان "الذي كشف عن هويته قبل أربع سنوات".. وقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بيرجمان قوله ، إن مروان اتصل به في الليلة السابقة لموته وترك له ثلاث رسائل صوتية على آلة التسجيل "وهذا غريب" ، وأضاف بيرجمان أنه حدد معه لقاء في مساء اليوم التالي ولم يتصل.
اين الحقيقة .. لا احد يعرف .. و ربما قد يظل الأمر مجهولا لسنوات...
و لكن يبقى المثير في الأمر أن كلا من الفنانة سعاد حسني والعميد الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري أثناء حكم الرئيس عبد الناصر وبطل "ثورة التصحيح" التي قام بها السادات ، قد لقيا مصرعهما بالطريقة نفسها التي لقى بها أشرف مروان مصرعه وفي المدينة نفسها .. لندن.
كما اتفقت نفس الظروف فى كون الثلاثة قد اعلنوا قبل الوفاة بفترة قصيرة انهم عازمون على نشر مذكراتهم ، وهو امر يراه الخبراء انه قد يهز الارض تحت اقدام العديد من الشخصيات القريبة من مسرح احداث و حياة هؤلاء ، و ان هذه المذكرات سيطويها النسيان مع رحيل أصحابها.
طريقة الموت واحدة.. و ظروف السابقة للموت واحدة .. فهل الجميع يتفقون على الموت بالطريقة نفسها أم أن الجهة التي تقف وراء موتهم جميعا هي جهة واحدة؟!
مروان حيا .. لغزا اخر
مثلما كان موت اشرف مروان غامضاً في عاصمة الضباب فإن حياته أيضا كانت أشد غموضا فمازال الجدل حول شخصيته محتدما ليس في مصر وحدها بل في إسرائيل أيضا فحتي هذه اللحظة لا يعلم أحد على وجه اليقين ما إذا كان مروان أو العميل (بابل) كما تسميه الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كان جاسوسا خالصا (لإسرائيل) في مقابل الحصول على 125ألف دولار عن كل معلومة أم أنه كان عميلا مزدوجا أمد المخابرات الإسرائيلية ببعض المعلومات الصحيحة إلا أنه في النهاية ضللها وخدعها وسقاها أكبر مقلب في حياتها بتكليف من الرئيس السادات.
اسرئيل .. اعترفت وثائقها و جنرالتها على ان اشرف كان عميلا مزدوجا
مروان ... على الرغم من تاخره فى الرد على ما كشفته اسرئايل .. الا انه نفى أكثر من مرة هذه المزاعم وأكد أنه لم يعمل مطلقاً لحساب أي جهاز استخباري في أي جانب.
مصر .. لم تعلق على هذا الامر طوال حياته .. وحينما مات مروان .. نفى الرئيس مبارك انه كان جاسوسا و اكد على وطنية مروان
لذا فان وفاته .. عادت لتثير تسأولات لطالما كانت اجابتها غامضة ايضا ...
هل كان مروان جاسوسا مصرى ؟
هل كان مروان عميلا مزدوجا كما تدعي إسرائيل ؟ ام أنه كان من أخلص رجال الوطن؟
هذه الغاز والتساؤلات ..حول اشرف مروان ..
تجعلنا نفتح هذا الملف الساخن.. الآن
لنتعرف عليه حيا و نبحث فى مساله وفاته ...