أول قاضية فى مصر

موضوع: أول قاضية فى مصر السبت 01 مارس 2008, 5:58 pm

أماني مجدي أبو النعاس.. أول قاضية في مصر:
مبارك حقق الحلم..وأدين له بكل الفضل
فوجئت باختياري.. وعملي هو ابني الثاني
المرأة صانعة قرار..حتي في بيتها!
الرجل العاطفي موجود.. و"هي" أعقل منه أحياناً

حوار: مني نشأت
أول قاضية فى مصر 3wert

أعربت أماني مجدي أبو النعاس القاضية بالمحكمة الدستورية العليا عن سعادتها البالغة لاختيارها كأول امرأة لشغل هذا المنصب.. ووجهت الشكر للرئيس محمد حسني مبارك الذي حقق لها الحلم قالت انها تدين له بكل الفضل.
أكدت في حوارها مع "الجمهورية" انها فوجئت باختيارها في الموقع الجديد.. وأن عملها هو ابنها الثاني بعد القرار الذي اتخذته بشجاعة أن تنجب طفلا واحدا فقط.
أوضحت ان المرأة صانعة قرار حتي في بيتها. وأن الرجل عاطفي أيضا وقد تكون المرأة أعقل منه أحيانا.
تقول: بدأت في بيت قانوني فقد كان والدي رئيس محكمة القضاء الاداري سابقا ومستشار رئيس مجلس الشوري حاليا. ومن أبي تعلمت أول دروس الحياة فهناك كثير ممن يعملون في سلك القضاء أما من يبزغ اسمه فهم قلة. وكان علي أن أسعي لأكون واحدة من المتميزين بالاجتهاد والعطاء وخصوصا ان النجاح نفسه يمد الانسان بسعادة داخلية.. لقد كنت الثانية علي زملائي في الثانوية العامة بمحافظة الجيزة ومجموعي يؤهلني لكليات القمة واخترت الحقوق وتخرجت فيها عام 87 للسير علي درب والدي الذي بدأ أول خلاف معه فور تخرجي.. أنا أريد ممارسة المحاماة. وهو يري التحاقي بسلك النيابة ولأن عقليته متفتحة تركني أخوض فيما أردت وحين شعر بتشبعي وحصولي علي الاستفادة الكافية وجهني للنيابة.

ابني.. الثاني

وككل فتاة تزوجت مع قرار من اليوم الأول ان عملي هو كياني ولهذا قررت ألا أنجب سوي ابن واحد اسميته علي اسم أبي "مجدي" واعتبرت العمل هو ابني الثاني وساويت بينهما في الوقت والرعاية فنجحت كوكيلة نيابة ومنحت ابني حقه في الرعاية.
* لكن المرأة عادة ما تواجهها العراقيل ففيم تمثلت؟!
- بالطبع انت مع دخولك لمكان عمل لأول مرة تسمعين "ياساتر يارب".. لكن أحمد الله أن من حولي قدروا تعبي ولا أنسي تدعيم أحمد شنن نقيب المحامين السابق وتنبؤه لي بالتفوق وأنا بطبيعتي حريصة وملتزمة فلا أسمح بأن ينسب لي أي تقصير وبالتالي لم أعط فرصة لأي انسان ليأخذ عليّ مأخذا في حياتي العملية بطولها.
ومع كل المجهود الذي بذلت فقد حلمت بهذا المنصب كثيرا لكن حقا لم أتوقع أن أكون أول من يتولي هذه المكانة في مصر.
* بماذا تردين علي من يقول ان المرأة عاطفية مما يحول بينها وبين الحكم بعقل؟!
- خلقنا الله وداخلنا جوارح لاتختلف بالجنس ولكنها تتباين بين أبناء الجنس الواحد فنجد رجلا جياش العواطف وآخر متجمدا. وهناك المرأة المرهفة والأخري التي تلقي بابنها الرضيع في الشارع والأصل في الانسان رجلا كان أو امرأة هو الاعتدال ولايمكن القياس علي الحالات الاستثنائية.

بين العاطفة والعقل

* وهل تعتبرين نفسك عاطفية أو عقلانية؟
- يحكمني الاثنان معا. ففي عملي احكم عقلي وفي حياتي الخاصة عقلي وعاطفتي وفي المواقف الانسانية اكتفي بالعاطفة وحدها.
وإذا عدنا للشريعة لنتكلم عن المرأة ومدي صلاحيتها لهذا المنصب فكيفي قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء".. فقد أعطي حق الافتاء للسيدة عائشة. أما عمر بن الخطاب فقد ولي أمر القضاء في السوق لامرأة تفصل فيما ينشب من مشاكل بين التجار. ولأن القرآن هو المصدر الأساسي فقد خلا تماما مما يحرم المرأة من ان تتولي القضاء بل توجد آية صريحة في هذا الصدد "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر". صدق الله العظيم.
فقد أعطي الله للمرأة حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو كانت غير آهلة لذلك لما جاء في النص القرآني الصريح.
اننا تعودنا علي ان أي أمر يتعلق بالمرأة لابد ان يواجه بداية بالرفض من بداية طرح قضية تعليم البنات.. لكنها تجد دوما من يدافع عنها من الرجال اصحاب العقول المتفتحة فمن نادي بتعليم المرأة رجل ومن عينها وزيرة رجل أيضاً. وهو الذي فتح لها الطريق لمنصب القاضية.
ولولا إيمان الرئيس مبارك بعدالة القضية لما قدر لامرأة الوصول لهذا المنصب وبالفعل فأنا أدين له بكل الفضل.
والمرأة بطبيعتها حتي داخل بيتها صانعة قرار فهي تعودت الإقدام وبالتالي فمقدرتها علي اتخاذ قرار لا تقل عن الرجال وبطبيعتي الخاصة لا أخاف.. واتحمل النتائج بجرأة.

القرار الصحيح

* وما هو أهم قرار اتخذته في حياتك؟
- ان اكتفي بإنجاب طفل واحد وأظهرت الايام انه كان صائبا فقد ساعدني علي تكوين اسرة صغيرة هادئة قادرة ماديا علي الحياة براحة. وفي الوقت نفسه اهتم بعملي.
* وسط كل مشاغلك ماذا لو ايقظك صغيرك في منتصف الليل وطلب منك ساندويتش من صنع يدك؟.
- أعده فورا.. واكثر من ذلك. بالطبع لدي شغاله لكن طلبات ابني ألبيها وهو يأخذ دروسا خصوصية لكن مناهجه كلها داخل رأسي فأنا أذاكر معه وأراجع وأسأل في كل صغيرة وكبيرة لاني أولا.. ماما.
وغاية أملي أراه طبيباً يفتح مستشفي لعلاج غير القادرين بالمجان بعد ان عملت بمقر النيابة داخل كلية طب قصر العيني ولمست علي مدي سبع سنوات معاناة الفقراء مع المرض.
* وما قضية المرأة التي تنوين تبنيها؟
- هناك كثير من المؤتمرات تدعو لاحقية المرأة في الحصول علي أجازات من العمل اكثر من الرجل واستثناءات خاصة بها وانا لا أمانع في ذلك ولكن هل هناك مؤتمر نادي بتوعية المرأة بأهمية العمل والاحساس به.. انه ما نفتقده للمرأة وهناك قضية بعينها كفيلة بحل مشاكل تنتج عنها فهي لديها مشكلة اساسية تتلخص في تحديد النسل وتنظيم الأنجاب فأي انجاز تحققه الدولة يضيع أمام هذا الكم الهائل من البشر ولابد من اقناع اهل الريف خاصة بذلك.
بقيت اسماء لابد من اضافتها فهم بالنسبة للقاضية أماني المثل الأعلي.. الأب الذي علمني انه لا مستحيل ولاصعب والأم التي غرست داخلي حب العائلة..